السبت، 6 يوليو 2013

تأمل في "سيكلوجية الجماهير"



لكي تتمكن من التحكم في الجماهير ينبغي أن تضعهم تحت وطأة الضغط النفسي لفكرة ما حتى تدفعهم لتسليم زمامهم لك ليقينهم أن الأزمة والوقت لا يحتملان إطالة التفكير والتمحيص والعقلانية، وبمجرد اجتذابه إلى ساحة المواجهة فإن كل شائعة وكلمة صغيرة وكل دعوة لفعل غير عقلاني ستغدو من المسلّمات من منطلق الضرورة التي تقتضيها الأهداف الكبر التي قد لا تكون ذات صلة مباشرة بالحدث على الأرض.
والفرد بين الجماهير يكون منساقا بها، وبينما هو معها يعجز عن رؤية الصورة واضحة فكما يحدث في المظاهرات يزعم البعض أن هناك من تعدى عليهم ثم يزعمون أنه تابع لجهة كذا فتثور الجماهير غير مستقصية لحقيقة الأمر لأن استقصاء الحقائق في هذه الأوقات يكاد يكون مستحيلا فيعتمد الإنسان في قراره على العاطفة وحدها مشفوعة بالخلفية الفكرية التي حُشدت على أساسها هذه الجماهير، كما أن التوافق الجماعي في الرؤية المبني على العاطفة والمنافي للعقلانية يغدو عقلانيا عند الجمهور بحكم أن الفرد منهم في نفسه يستنكر أن يكون إجماع هذه الجماهير على أمر خاطئ، فيكون الفرد في حالته تلك الباعث والمتلقي لمزاعمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق